البحث

المتواجدون الآن

انت الزائر :2126667
[يتصفح الموقع حالياً [ 30
الاعضاء :0الزوار :30
تفاصيل المتواجدون

Tags

من يذكرك يبكي زمناً مضا لن يعود

المقال

من يذكرك يبكي زمناً مضا لن يعود

8494 | 29-06-2009 09:30

أكتب هذه الاسطر وعيني تذرفان الدمع على زمن كان فيه الشيخ يصدح بتلاوته بصورة اذهلت العالم .
لقد عايشت تلاوة الشيخ على جابر منذ أن قدم المسجد الحرام و فلم يكن احد يصدق ما يسمع , لقد جاءني أحد معارفي وقال لي ماهذا الصوت كأنه (نازل من السماء).
لم نتعود في سنين ماضية على هذه العذوبة في الصوت والترنم بالقران الذي هز القلوب وارجفها, والله لكأنك تسمع القران الكريم لأول مرة في حياتك.
صوت جهوري , مخارج للحروف في غاية الدقة , روحانية تنسيك زمن الوقوف , لقد كنا نصلي الصلاة خلفه كأخف ما تكون الصلاة , حتى لم نكن لنشبع لو انه أطالها الى الفجر.
الشيخ علي جابر له ميزة لم ولن نجدها عند احد الى الان وهو طريقته في الصدح بالايات التي تزلزل الكيان وترقق القلب وتذرف العين.
نعم ان قلت إنه أوتي مزماراً من مزامير داود لم أكن ابالغ البتة , لقد حفظت على مصحفه عام 1407 هـ أجزاء عدة سماعاً ولم أقرأها أو احفظها من المصحف ابداً وان مراجعتي لها قليلة جدا من المصحف , لقد كان أنيس الناس في سياراتهم ان قلت أنه كان ظاهرة الثمانيات فهذا شيء لن نختلف عليه ابداً .
والله عندما كان يقرأ كا كنت تجد احد يتحرك في المسجد الحرام الا من له حاجة ملحه. نعم أي شرف سيكون لك عندما يسجل لك التاريخ أنك صليت خلف امام لم يكن الا ظاهرة لن تتكرر في هذا القرن من الزمان.


استميحكم عذراً لفرط حبي قد يقول القاريء هذا امر مبالغ فيه , اقول ما يقول هذا الا من لم يجرب الصلاة خلف في المسجد الحرام وفي المطاف (الصحن) خصوصاً.اثره لم يزل فينا الى الان فلقد كانت الصلاة في المسجد الحرام حدراً حتى انه يصلى في تهجد العشر الاواخر ختمة كاملة دون أن يكون للقراءة فيها حظ وافر وما القراءة الا لكي ترقق القلوب وتحيي الايمان بها .


ولكن ما ان جاء هذا الرجل البارع في قراءته والرائع في صوته الا وقلب الموازين التي كانت سنين طويلة , فكنا نسمع للقران بقدر ما نريد بكل خشوع وتؤدة وقراءة متانية.
فلم يعد هناك حاجة لكي يختم القران الكريم ختمة ثانية في التهجد واستبدل ذلك بقراءة متأنية تُخْشِع القلوب وتحيي الايمان في النفوس.


رحم الله الشيخ علي بن عبد الله جابر رحمة واسعة فلقد كان هو انيسي في السيارة وعند الحزن , ومن يستمع اليه الان ويتذكر تلك الايام ليبكي بكاء يفت الصم الصلاب ولكن عزاؤنا أنه الى رب رحيم ذهب فنسال الله ان يكون مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً.
ابو طلحة الحربي

جديد المواد

جميع الحقوق محفوظة لموقع موقع الشيخ علي جابر إمام المسجد الحرام رحمه الله ali_db Jaber