البحث
جديد الموقع
المتواجدون الآن
جديد الفيديو
Tags
الشيخ علي جابر قارئ حافظ ورع
المقال
الشيخ علي جابر قارئ حافظ ورع
الشيخ علي جابر قارئ حافظ ورع
التاريخ : 18/11/1426 هــ
الموافق : 20/12/2005 م
العـدد : 1647
جريدة عكاظ - كتاب ومقالات
رأي
محمد عبده يماني
كان الشيخ علي جابر رحمه الله ممن يألف ويؤلف, وعلى تواضع كبير, ثم شاءت إرادة الله أن ينتقل إلى جوار ربه فأتته منيته وهو لم يبلغ بعد الستين من العمر, ولقد فجع أقرباؤه وأحبابه بوفاته, وهرعوا للمشاركة في تشييعه والصلاة عليه مع مئات ألوف المسلمين, فقد صلى عليه الناس في المسجد الحرام, ثم شيع إلى مرقده في مقبرة الشرائع في مكة المكرمة, فعليه رحمة الله, وأسأله عز وجل أن يفسح له في قبره وينيره له, وأن يجعله في برزخ النعيم إلى يوم يبعثون.
وقد كنت على صلة وثيقة بهذا التقي الإنسان, وكنا نلتقي به أنا وأخي الدكتور عبدالله نصيف والدكتور عصام شيخ في أكثر ليالي رمضان عندما كنا نصلي معه التراويح والتهجد, وكنت أشعر بسعادة كبيرة وأنا أرى الشباب يتسابقون إلى الصلاة خلفه ويستمتعون بجمال تلاوته للقرآن. لقد عاش رحمه الله فترة طويلة في مكة المكرمة التي أحبها وعشق المسجد الحرام, وصلى فيه بالمسلمين إماماً سنين طوالاً, ثم حالت ظروفه الصحية دون ذلك.
يرجع الشيخ علي جابر هو وأسرته إلى أصول عربية فهو من قبيلة آل علي الجابر من حضرموت, وتتبع لقبيلة يافع الحميرية القحطانية, وعاش رحمه الله فترة في المدينة المنورة.
كان الشيخ علي جابر رحمه الله طالب علم مهذباً, وله اطلاع على الفقه المقارن, وكان يعتز بتلك الصفوة من الإخوة الصالحين الذين أحاطوا به عندما كان في المدينة المنورة, وكذلك عندما قدم إلى مكة المكرمة, وكان لهذه الصفوة والنخبة من الأصدقاء دور إيجابي في صياغة حياته ونشأته على سيرة صالحة شهد له بها كل من عرفه.
وكان رحمه الله يعتزّ بما وفقه الله إليه من الحفظ وجمال الصوت واتقان الترتيل, ويقول هذه نعمة عظيمة أنعم الله بها علي أن أكون من حفاظ كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد, والذي جعله الله هدى للناس وشفاء لهم ولما في صدورهم من أدواء, وأن أكون من الذين يعيشون مع آياته المباركة حفظاً وتدبراً وعملاً, وهو الذي يقود أهله إلى سعادة الدنيا ونعيم الآخرة, وهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(... والقرآن حجة لك أو عليك). وكان الشيخ علي رحمه الله يوصي دائماً من يحيط به من التلاميذ بأهمية تدبّر القرآن والإقبال على فهمه وتفسيره.
رحم الله هذا الشيخ القارئ والحافظ الذي أسعد المصلين خلفه بتلاوته المتقنة وصوته القوي المؤثّر الذي كان يتميز برونق خاص, وسيبقى ترتيله المسجّل وقراءاته المحفوظة في إذاعة القرآن الكريم, وفي المكتبات العامة والخاصة تملأ القلوب خشوعاً وتعطر الأجواء بجمالها وروعتها وحسن أدائها على مر الأيام وتتابع الدهور, وإني لأذكر بالثناء والتقدير أيام كان التلاميذ يلتفون حوله عندما كان يدرس في جامعة الملك عبد العزيز, ويلقاهم هاشاً باشاً متواضعاً.
وختاماً فإني أشهد الله على حبي لهذا الرجل واحترامي له, وإني أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته, ويسكنه فسيح جناته, وإنا لله وإنا إليه راجعون, وأسأل الله عزّ وجلّ أن يخلفه خيراً في أهله وولده, وجزاه خير الجزاء, فاللهم يا من كتب على نفسه الرحمة ارحمه يا رب برحمة من عندك, ونور له في قبره وأسكنه فسيح جناتك.