البحث
جديد الموقع
المتواجدون الآن
جديد الفيديو
Tags
وفاة الشيخ علي جابر
المقال
وفاة الشيخ علي جابر
19793 |
13-07-2008 02:52
وفاة الشيخ علي جابر
بكتك مكة يا علي
أحمد محمد الفهد
(جريدة الوطن)
بكل ثقة استطيع ان اقول ان عالمنا انقلب رأساً على عقب.. فلو ان فتاة ماجنة ماتت لقامت دنيا الاعلام ولم تقعد لموتها ! ولو ان راقصة العري اصيبت بمرض خطير.. وادخلت على اثره اي مستشفى لما خلصنا من اخبارها وقصصها ! ولو ان عميـلاً ـبدرجة رئيس دولةـ مات لأغلقت التلفزيونات والمحطات الاذاعية ولأعلن الحداد الرسمي وتنكيس الاعلام رغم علمنا بانه عميل !!اسوق هذه المقدمة ـولا اجد بدا من سوقهاـ بعدما رأيت تفرد قناة العربية بنقل خبر وفاة الشيخ الدكتور علي عبد الله جابر.. فقد نشرت العربية على شريط الاخبار وفي موقعها على شبكة الانترنت، خبر وفاة الشيخ يوم الخميس الماضي.. فكتبت: بعد صراع طويل مع المرض توفي في جدة الأربعاء 14/12/2005 الشيخ علي جابر الامام السابق للحرم المكي ومدرس الفقه المقارن بقسم الدراسات الاسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة عن عمر يناهز الثالثة والخمسين.. تلتها في التغطية صحيفة الشرق الاوسط التي كتبت تحت عنوان مكة تبكي «مزمار داوود» على مآذن بيت الله العتيق.وعلى كل حال وسواء غطت الفضائيات والصحف خبر وفاة الشيخ علي جابر أم لم تغطه، فإن الشيخ ستشهد له مآذن الحرم المكي الشريف واروقته التي سمعت ترتيله العذب للقرآن طيلة ثماني سنوات يوم القيامة، لانه كان يشعل فيها قلوب المصلين بالخشوع، ويغرق أعينهم بالدموع وكأنهم يستمعون الى آيات القرآن الكريم لأول مرة.. وقد شيعه يوم الخميس الماضي أئمة المسجد الحرام، وجموع غفيرة من العلماء والأعيان وأهالي مكة المكرمة، بعد الصلاة على جثمانه عصر أمس الخميس في رحاب بيت الله العتيق.الشيخ علي بن عبد الله بن صالح بن علي جابر الشيخ علي جابر، ولد بمدينة جدة في شهر ذي الحجة العام 1954 ميلادية، ويعود بنسبة الى قبيلة آل علي جابر في حضرموت.. وعند بلوغه الخامسة من عمره انتقل مع والديه الى المدينة المنورة لتكون مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم مقر اقامته برفقة والديه. التحق فيها بمدرسة دار الحديث فأكمل بها المرحلة الابتدائية والاعدادية، ثم انتقل الى المعهد الثانوي التابع للجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية، وبعدها دخل كلية الشريعة وتخرج فيها عام 1976 ميلادية بدرجة امتياز.ثم التحق بالمعهد العالي للقضاء في الرياض وأكمل فيه السنة المنهجية للحصول على درجة الماجستير، ثم أعد أطروحته العلمية عن (فقه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأثره في مدرسة المدينة)، ونوقشت الرسالة العام 1980م.. واعتذر الشيخ الراحل تورعا عن قبول تعيينه كقاض شرعي.. فصدر أمر ملكي من الملك خالد بن عبد العزيز -يرحمه الله- بتعيينه محاضرا في قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية في كلية التربية بالمدينة المنـورة .ظل طلب العلم الشرعي هو ديدن الشيخ الراحل وكان حلمه الحصول على درجة الدكتوراه، بعد انقطاع دام سنوات عديدة، واستطاع ان يتقدم بأطروحته في الفقه المقارن لنيل درجة الدكتوراه في رسالته بعنوان (فقه القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق) عام 1987 وحصل بموجبها على مرتبة الشرف الأولى.وكان حصوله على درجة الدكتوراه عشية دوره في إمامة المصلين لصلاة التراويح في المسجد الحرام ، حيث كانت مقسّمة على ثلاثة أئمة، فيؤم أحد المشايخ يوما ويرتاح يومين، وصادف ان ذلك اليوم كان نصيبه، ورغم ذلك لم يغب عن الامامة فجاء من المطار مباشرة الى المحراب ليقوم بواجبه في مكة المكرمة.. فكيف لا تبكيك مكة يا علي